تنوع مقامات أساليب طمأنة النَّفس في مقام الخوف في القرآن الكريم بين تنوع المخاطبين وثراء الدلالة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم البلاغة والنقد . كلية البنات الاسلامية باسيوط .. جامعة الازهر

المستخلص

      دراستي في هذا البحث من الدراسات التي أحسبها بمثابة نفحة ربانية علاجية للنفس في مقام الخوف؛ فإذا كان فيه طمأنة للقلوب على وجه العموم، فإن في هذه الدراسة طمأنة للقلوب على وجه الخصوص؛ إذ هي تتجه إلى الأخذ في طمأنة النَّفس في مقام الخوف، فتبين لنا المواطن في القرآن الكريم التي وقعت فيها النَّفس تحت وطأة الخوف، وكيف كان علاج القرآن لها في مثل هذه المواقف وأشباهها، فنسير على منهج من سبَقَنا من عباد الله الأنبياء والصالحين من بعدهم.
      وقد جاء عنوان هذه الدراسة "تنوع مقامات أساليب طمأنة النَّفس في مقام الخوف في القرآن الكريم بين تنوع المخاطبين وثراء الدلالة". لتقوم على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث تكتنف العديد من المظاهر التي أبانت عن مواطن طمأنة النفس في مقام الخوف، وظهر في التحليل كيف تنوعت الأساليب بإزاء كل موطن عملت فيه على إقناع النَّفس بضرورة التدرع بمثل ما قدمته لنا الآيات الكريمة وما فيها من توجيه حدثت بإزائه الطمأنة في مقام الخوف مع بيان تفاوت هذه الطمأنة؛ للتفاوت الحاصل بين حقيقة المطمئِنِين كما تبين في البحث.
     وقد خَلُصَت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أهمها أن: اختلف أثر كل من طمأنة الله عز وجل لعباده عن طمأنة البشر بعضهم بعضا، فطمأنة الله عز وجل تموج بالقوة المستمدَّة من قوته عز وجل وصِدْق وعْده، بينما طمأنة البشر إذا ما قيست بطمأنة الله عز وجل، نجدها هي الطمأنة الضعيفة المستمدة من ضعف صاحبها –بنو البشر-. ولأن طمأنة الله عز وجل لعباده هي الأصل نجدها قد وردت بكثرة، كثرة تنم عن عظيم رحمته؛ فهو الخالق والعالم بمدى الأساليب التي هي أكثر دلالة على إيصال هذا المعنى- من رحمته بهم وطمأنته لهم-، وقد كان ذلك من خلال سَوْق العديد من الأساليب، حيث أسلوب النهي والأمر والنفي، والحوار القائم على الإغراء بحصول الأمن وطمأنينة النفس.
      وقد أوصت الدراسة في نهاية البحث بالعديد من التوصيات كان منها: الدعوة إلى إقامة دراسة دامجة بين أسلوبي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في الحديث عن طمأنة النَّفس في مقام الخوف "دراسة موازنة". لتبين مدى دقة الكلمة القرآنية وبيان علاقة ذلك بإعجاز القرآن. هذا، وغير ذلك من التوصيات التي وردة في نهاية هذا البحث. والله هو الموفق.

الكلمات الرئيسية