الوظائف العمرانية للفقه الإسلامي وأثرها في بناء الإنسان، وصناعة الحضارة، وتحقيق التنمية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، جامعة عين شمس، مصر.

المستخلص

تأتي هذه الدراسة في السياق الذي يعنى بالبحث فيما يمكن أن نسميه: (فقه التحضر والجمال في الإسلام)، و(أحكام التنمية والعمران)، أو بعبارة أخرى: النظر في السمات الجمالية، والتفقه بالمعاني الإنسانية والأبعاد التنموية للفقه الإسلامي وعلومه: من حيث إنها متعددة الأقطاب، متنوعة الأوجه، ومن ضمن وجوهها المتنوعة: أنها ركائز نهضة، وخمائر تقدم، وروافع حضارية (شرعة رافعة)، وأسس تنموية للمجتمعات الإسلامية متى تمسكت بأصالتها، واعتزت بفقه شريعتها ذي الحيوية في التعمير والإصلاح.
ومن ثم تأتي الدراسة في سياق النظر في أنجع سبل تفعيل الفقه الإسلامي -بالمعنى الوسيع- في إصلاح واقع الأمة المأزوم، وتنمية حياة أبنائها، وحل المشكلات التي تعترض طريق الحياة الإسلامية، على هدي من مراد الحق من الخلق.
ولما كانت الأنظار المعاصرة متوجهة إلى المفاهيم المؤسسة للوعي الإسلامي المعاصر.. صار من الأهمية بمكان أن نصوغ المفاهيم المعبرة عن هذا الغرض من مشكاة الفقه الإسلامي وعلومه، مع النظر في فقه الواقع؛ وذلك أن الفقه وما يتولد عنه.. من أهم مرتكزات تشييد الوعي الإسلامي الناضج البناء؛ لما لذلك من أثر بالغ في تشكيل العقيدة والوجدان، وبناء العقل المسلم الفعال، والشخصية المسلمة السوية، والمجتمع الإسلامي الناهض الإيجابي. والمقصود هو: بيان الأبعاد غير المشهورة لمصطلح الفقه الذي استقر تعريفه عند المتأخرين بأنه: معرفة الأحكام الشرعية العملية المستنبطة من أدلتها التفصيلية، أو هو: "معرفة الأحكام الشرعية التي طريقها الاجتهاد".
بيد أن المنظور الفقهي الإسلامي يتسع ليشمل أبعادًا إضافية مغفولًا عنها من المهم الالتفات إليها؛ للكشف عن أثر الفقه الإسلامي وعلومه في البناء الحضاري للإنسان والإحياء العمراني للأكوان. وهذا -في نظري- يعد مدخلا آمنا لتجديد الفقه الإسلامي؛ من حيث النظر في إبراز حمولاته التنموية، التي تجعله رافعة للبناء ونهضة الأمة، وزيادة فعاليته في حل مشكلات الحياة المعاصرة، وإصلاح الدنيا بالدين القويم

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية