إنَّ الناظر إلى الشريعة يجد أنَّ بها أَحكامًا مطلوبة من جَميعِ المُكلفين وهي فُروض العين، وأَحكامًا أُخرى مطلوبة من جُملةِ المُكلفين لا من كل عينٍ على حِدة وهي فُروض الكِفاية، والتي إذا ما قام بها البعض سقط الإثم عن الباقين؛ حيث إنَّ مقصود الشارع منها هو الفعل، وتحقيق المقصد، وقد تناولت في بحثي هذا دور الصبي في إسقاط فرض الكِفاية، ومدى كِفاية فعله وسقوط الفرض عن البالغين، مُقتصرًا على الجنائز أنموذجًا، وقد سلكتُ في هذا البحثِ المنهج الاستقرائي، والاستنباطي والمُقارن، وقسمت هذا البحث إلى تمهيدٍ وأربعة مباحث؛ تناولت في التمهيد التعريف بمُصطلحاتِ البحث، وكذلك بيانُ حد التمييز في الصبي، وتناولت في المبحث الأول بيان مدى مُخاطبة الصبي بالخطابِ الشرعي، ثم تناولت في المبحث الثاني حكم قيام الصبي بتغسيل الميت، وفي المبحث الثالث بينت حكم صلاة الصبي على الجنازة، وهل يسقط بفعلهِ الفرض، وفي المبحث الرابع تناولت حكم قيام الصبي بتكفين الميت، وحمله، ودفنه؛ كلُ ذلك بمقارنةِ أقوالِ السادةِ الفُقهاء، وأدلتهم، والترجيح بينها، وقد تَوصلت نتائجُ البحث إلي أنَّ الصبي المُميز هو الذي يفهم الخِطاب، ويرد الجواب، ولا يتقيد بسِنٍ مُعينة؛ بل يختلف باختلاف الأفهام والمُجتمعات، وذلك على الراجح من أقوال الفقهاء، كما أنَّ الفُقهاء قد اتفقوا على أنَّ الصبي غير المُميز ليس مُخاطبًا، ولا مُكلفًا بالأحكامِ الشرعية؛ حيثُ إنَّه لا يُدرك خِطاب الشرع، ولا يفهمه على الوجه المُعتبر، وكذلك اتفاق الفقهاء على عدم صحة تغسيل الصبي غير المُميز للميت، مع جواز تغسيل الصبي المُميز للميت، وسقوط فرض الكِفاية بفعله متى كان ذلك الصبي قادرًا على القيامِ بالتغسيل، وكذلك صحة صلاة الجنازة من الصبي المُميز وسقوط فرض الكِفاية؛ متى كان عالمًا بأحكامِ صلاة الجنازة، وأدعيتها، وذلك وفقًا للأصح من مذهب الإمام الشافعي.
Islamic Sharia has two kinds of obligations: Fard al-ˁAyn, which is compulsory for all mature individuals, and fard al-kifaayah, which is a collective obligation that can be performed by only some members of the community. This research investigates the role of a minor in waiving a collective obligation, specifically focusing on the example of funeral rites. The study employs inductive, deductive, and comparative methodologies. The research is divided into an introduction and four sections. The introduction defines the key terms of the study. The first section discusses the extent to which Islamic law applies to minors. The second section examines the ruling on a minor performing the ritual washing of the deceased. The third section explores the ruling on a minor praying over the deceased and whether their actions suffice to fulfill the collective obligation. The fourth section addresses the ruling on a minor participating in the shrouding, carrying, and burial of the deceased. The research concludes that a minor who can understand and respond to instructions is considered to have reached the age of discernment, and this age varies depending on individual understanding and societal norms. According to the prevailing scholarly opinion, such a minor is considered legally accountable, and can perform rituals, hence fulfill the collective obligation.
مرزوق, زينب حامد سيد. (2024). دور الصبي في إسقاط فرض الكفاية "الجنائز أنموذجًا" دراسة فقهية.. مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط, .21(3), 1402-1474. doi: 10.21608/mkba.2024.395517
MLA
زينب حامد سيد مرزوق. "دور الصبي في إسقاط فرض الكفاية "الجنائز أنموذجًا" دراسة فقهية.", مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط, .21, 3, 2024, 1402-1474. doi: 10.21608/mkba.2024.395517
HARVARD
مرزوق, زينب حامد سيد. (2024). 'دور الصبي في إسقاط فرض الكفاية "الجنائز أنموذجًا" دراسة فقهية.', مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط, .21(3), pp. 1402-1474. doi: 10.21608/mkba.2024.395517
VANCOUVER
مرزوق, زينب حامد سيد. دور الصبي في إسقاط فرض الكفاية "الجنائز أنموذجًا" دراسة فقهية.. مجلة کلية البنات الإسلامية بأسيوط, 2024; .21(3): 1402-1474. doi: 10.21608/mkba.2024.395517